الكتابة كما القراءة… وسيلة إمتاع وفائدة للطّرفين: الكاتب- والقارئ.
الكاتب، يحلّل المواقف الاجتماعيّة ويحاول فهمها، وتغييرَها في عالمه المتخيّل، في محاولة ضمنيّة لإيجاد أو اقتراح حلول، لمواقف مشابهة قد يكون خبرَها أو سمِعَ عنها. والقارئ، يضفي معانٍ جديدة على النّصّ المقروء من خلال تفسير دلالاته المتنوّعة.
فالقراءة عمليّة تبادل خبرات، وتعزيز للتّواصل.
والقراءة تُشبع رغبة الشّباب في الاكتشاف والاطّلاع والمعرفة. والمهمّ في الأمر أن يحصلوا على الكتاب المناسب لاهتماماتهم الثّقافيّة؛كتاب يجيب عن تساؤلاتهم اليوميّة بشأن الحياة وقضاياها، ويسلّط الضّوء على مخاوفهم ويقدّم لهم طرقًا غير مباشرة لكي يتغلّبوا عليها؛ ويلبّي حاجتهم إلى الفهم في مجتمع معقّد.
كتاب آمن، مكتوب بلغة سهلة وعميقة في آن، ينجح في نقلهم من عوالم الواجبات المدرسيّة إلى عوالم مثيرة للاهتمام. كتاب آمن يحقّق أمنهم الفكريّ ويضمن سلامهم الدّاخليّ.
من هنا، إيجاد الكتاب المناسب هو الخطوة الأولى، لتأتي بعد ذلك الخطوات التّالية، على شكل قراءات يوميّة لمقاطع من الكتاب المختار، تجسّد سلوكًا ونمط حياة.
القراءة هي قرار الاختيار بين العتمة والضّوء، بين الرّؤية المحدودة والرّؤية الأشمل، هي الشّغف في أن تعرف وتفكّر في ما عرفته وشاهدته، وهي شغف التّمييز بين الحقيقيّ والمزيّف، وبين ما هو كائن وما يمكن أن يكون.
بقلم د. مهى جرجور